المقدمة
الحمد لله ربي العالمين و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين و رحمة الله للناس أجمعين سيدنا محمد النبي الصادق الوعد الأمين و على آله و أزواجه أجمعين . و بعد
فإن العلاج بالأعشاب و النباتات هو في حد ذاته نداء للعودة إلى عضمة الخالق و البساطة و البعد عن المركبات و التعقيدات و الكماويات و السموم بكافة أشكالها و صورها و هذا ما تنادى به الآن منظمات الصحة العالمية نظرا لوجود الأمراض الحديثة التي ظهرت و انتشرت و لم تكن موجودة من قيل و التي يطن العلماء و الأطباء أنها جاءت من تأثير تلك المواد الكيماوية الموجودة بالدواء الذي يتناوله المرضى و الأصحاء دون ما أدنى اهتمام أو تفكير منهم بمكوناته و تركيباته و مدى خطورته و لهذا اتجه كثير من الكتاب و الباحثين إلى التنقيب و البحث عن القديم في كنوز القدماء و ما تناولوه بالبحث و الكتابة في هذا المجال و أخذوا منه ما يواكب العصر الحديث مع إضافة بعض من الأعشاب التي لم يعرفها إلا القدماء و بذلك ربطوا بين القديم بأصالته و الحديث بتطوره. وليست هذه دعوة إلى العودة للخلف أو إعطاء ظهورنا للبحوث العلمية التي تجري حديث وإنما الغرض هو تسليط الضوء على جانب مهم جدا من الثروات الطبيعية التي بين أيدينا وتزخر بها أوطاننا من الأعشاب والنباتات التي تجمع بين الغذاء والدواء معا.
كما إننا لا نقلل بهذا من حجم الانتصارات التي حققها الطب الحديث ولكننا بحاجة إلى ترشيد المسيرة العلمية في علاج الأمراض وشفاء الأجسام .ولقد ابتعدنا عن الطبيعة وسننها وبقدر ابتعادنا كان شقاؤنا وآلامنا ومن هنا كانت الحاجة المثل هذا الكتاب الذي هو بين يدي القارىء اليوم وشعاره (البساطة) وقد عرضنا فيه وصفات العلاج بالأعشاب ونحن على يقين - بإذن الله - من أن الكثيرين سيجدون فيه علاج الأمراضهم التي يقف الطب الحديث الآن أمامها عاجزة.
ما أشد حاجتنا الآن إلى الرجوع للفطرة السوية قبل فوات الأوان بعد أن أنهكتنا الأدوية الكيماوية بترکيباتها الغريبة المعقدة ومن هنا كانت رحلتنا من خلال عرض الأمراض وأعراضها وطرق علاجها بالأعشاب والنباتات وكان من الضروري أن نتناول هذه الأمراض وطرق علاجها خاصة بعد أن تنبهت الكثير من الدول المتقدمة لأهمية طب الأعشاب حتى أصبح في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها من الأدوية المصنعة من الأعشاب ما نسبته ۲۰٪ حاليا.
كما يجب ألا ننسى في هذا المقام فضل الأجداد وأياديهم البيضاء في الطب والصيدلة وشهرة وصفاتهم في العالم مثل (التذكرة) لداود الأنطاكي و (القانون في الطب) لابن سینا و (الصيدلة) للبيروني وكلها غنية عن التعريف والبيان. ومن هنا عزيزي القارىء قمت بتأليف هذا الكتاب المبسط بما احتواه بین دفتيه رحمة بك وخوفا عليك من ظلم نفسك بنفسك جريا وراء العلاج بالعقاقير الطبية والكيماويات المدمرة وحفاظا على المناعة الطبيعية التي حباك الله بها ووهبك كنوزها الطبيعية التي تكمن في ذاتك وتخرج من ذرات جسدك عند اللزوم حينما تحتاج إليها بعد أن يدق ناقوس الخطر.
والله أسأل أن ينفع به المسلمين ويوفقنا جميعا إلى ما يحب ويرضي رب العزة والجلال إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق